محمد الخامس العثماني
محمد على بن الخليفة عبد المجيد الأول (ولد في 2 نوفمبر 1844 - 3 يوليو 1918) هو أحد خلفاء الدولة العثمانية. تولى الحكم بعد خلع أخيه عبد الحميد الثاني عام 1909 وكان عمره 68 عاماً.
إعادة الدستور
أعيد تفعيل الدستور بعد تنصيبه وحصل الاتحاديون على نصر ساحق في الانتخابات النيابية عام 1330 هـ ، فأحكموا قبضتهم على السلطة وقاموا بعمل الكثير من التغييرات على الدولة كان منها الإيجابي والسلبي فأما السلبي فكان تزكية القومية التركية تأسيا بالغرب على حساب الرابطة الإسلامية مما سبب سخطا شعبيا كبيرا لعدم المساواة بين القوميات المختلفة بالإضافة إلى التوجه الشبه علماني الذي توجهوه ، وأما الإيجابي فكان منه الإصلاحات الزراعية بتشجيع الفلاحين على استصلاح الأراضي الزراعية.
كان أيضا من إنجازات حكومة الاتحاد والترقي الإصلاحات العسكرية حيث أنشئت القوات الجوية العثمانية ، كما ازداد التعاون العسكري مع إمبرطورية ألمانيا فاشترى العثمانيون قطعا بحرية عديدة ونظموا جيوشهم على نسق يشبه النسق الألماني و برزت قيادات عسكرية عثمانية عديدة أمثال رؤوف بك و إسماعيل أنور و يوسف العظمة .
بدأت الحرب الإيطالية الليبية وحاولت إيطاليا احتلال ليبيا فأرسل العثمانيون ما استطاعوا من الجند والقادة والعدة ، لكن بعد المسافة عن مركز الخلافة وكثرة عدد الإيطاليين مقارنة بالجيشين العثماني والليبي بالإضافة إلى استعمال إيطاليا للطائرات في الحرب لأول مرة في التاريخ سبب ضعف الموقف العسكري العثماني ثم لم تلبث أن استغلت دويلات البلقان هذه الحرب لتلعن بدورها الثورة على العثمانيين، فاشتعلت حرب البلقان وهزمت الدولة العثمانية على الجبهتين ، وكان من نتيجية ذلك استقلال دويلات البلقان عن العثمانيين والاحتلال الإيطالي لليبيا ، مما دعا ناظر الحربية أحمد باشا مختار لتقديم استقالته.
تمكن إسماعيل أنور في حرب البلقان الثانية من استرداد أجزاءا من أراضي إقليم مقدونيا و الرومللي مستغلا إنشغال البلغار بالحرب.
الحرب العالمية الأولى
قامت الحرب العالمية الأولى وانضمت الدولة العثمانية إلى ألمانيا لأنها لم يكن لها أطماع ظاهرة في الدولة العثمانية. كان أبرز ما قام به محمد الخامس إعلان الجهاد مع دخول العثمانيين للحرب. في بداية الأمر صمدت العساكر العثمانية على معظم الجبهات وتمكن العثمانيون من إفشال الغزو البحري الذي قام به الحلفاء على إسطنبول ، كما هزموا القوات الفرنسية والإنكليزية في معركة غاليبولي وأخذوا يحاولون التقدم باتجاه السويس لدحر الإنكليز من مصر.
لم تفلح هجمات العثمانيين على مصر و راح الإنكليز يضغطون من جهتهم وبدأ العثمانيون يتراجعون ببطء ، و لم يكتف الإنكليز بهذا بل استعملوا جيش مستعمرة الهند لغزو العراق ، فتقد الجيش الهندي الإنكليزي حتى وصل إلى بغداد فحاصرهم العثمانيون وانتصروا عليهم بنصر كبير ، لكن الإنكليز عاودوا الكرة مرة أخرى فاحتلوا بغداد ، ومما يجدر ذكره أنه لولا سخط مسلمي العراق على الدولة العثمانية لما تمكن الإنكليز من احتلال البلاد ، حيث أن كثيرا من العرب كانت تفر من الجيش العثماني حينما تسنح لهم الفرصة.
قاد إسماعيل أنور حملة عسكرية باتجاه القوقاز لاسترجاع قارص و باطوم وغيرها من جهة والضغط على الروس لدعم الألمان والنمسا على الجبهة الشرقية من جهة أخرى ، لكن تلك الحملة انتهت بهزيمة قاسية على المسلمين وكانت العساكر المسلمة تقاتل على جميع الجبهات على الرغم من قلة المؤن و الجوع. حدثت الثورة البلشفية وأعلان البلاشفة إنسحاب روسيا من الحرب ، إلا أن اشتعال الثورة العربية كان كفيلا بجعل كل الجهود العسكرية العثمانية تتبخر ، حيث شاغلت تلك الثورة عددا كبيرا من الجنود العثمانية بحيث زاد عدد الجنود التي وقفت في وجه الثورة العربية عن تلك التي وقفت في وجه الإنكليز !
في النهاية هزمت الدولة العثمانية وحليفتها ألمانيا في الحربوعاد العثمانييون إلى حدود تركيا الطبيعية، فقدم رجال الاتحاد والترقي استقالاتهم ونفوا إلى ألمانيا. توفي قبل استسلام الدولة بعدة شهور وتولى بعده أخوه محمد وحيد الدين