الحسن بن زولاق

نشأ الحسن بن زولاق في عهد الدولة الإخشيدية، فشهد نهاية الدولة الإخشيدية وقيام الدولة الفاطمية في مصر ونشأة القاهرة. فإختار أن يكون مؤرخ هذه المرحلة في مصر الإسلامية وكان جده من مشاهير العلماء.

ومع أننا لم نعثر سوى على القليل من إنتاجه، فإن هذا القليل يدل على تميزه بالبراعة والدقة وإستكمال الرواية وحسن التنسيق ويرجع ذلك أنه وقف بحثه على حوادث عصره وشهد الحوادث عن قرب وإتصل بممثليها صلة متينة، وإستطاع بما أتيح له من حس المشاهدة والإطلاع أن يقدم لنا صوراً دقيقة قوية. وهو من هذه الناحية يبدو باحثاً إثنولوجياً بما يستخدمه من تكنيكات ميدانية في بحثه. على أننا لم نتلق من تراثه التاريخي قطعة كاملة. وتلقينا بعضاً من آثاره التاريخية على يد بعض المؤرخين اللاحقين، فيها ما يكفى للإحاطة بمجهوده التاريخي وتقديره.

ولم يصلنا كاملاً من أعماله غير رسالة أدبية في أخبار سيبويه المصري. وهناك ثلاثة كتب تتردد في كتابات المؤرخين تنسب إلى إبن زولاق هي "خطط مصر، وتاريخ مصر، وفضائل مصر" إلى جانب كتب أخرى مثل سيرة الإخشيد وسيرة المعز لدين الله الفاطمي.

وقد جمع في تراثه بين التاريخ والأدب.

كما أن إبن زولاق يتجه إلى نوع من التخصص التاريخي، وأنه يتناول من تاريخ مصر الفترة التي عاش فيها بتوسع وإفاضة.