نسبه:
عمرو بن الجموح
هو صحابي أنصاري سلمي, أبوه الجموح بن زيد بن حرام بن كعب بن سلمة من بني جشم بن الخزرج تزوج عمرو من هند بنت عمرو بن حرام أخت أبي جابر عبد الله فولدت له معاذ ومعوذ وخلاد.
[عدل]قصة إسلامه:
وكان ابن الجموح واحدا من زعماء المدينة, وسيدا من سادات بني سلمة.. سبقه إلى الإسلام ابنه معاذ بن عمرو الذي كان أحد الأنصار السبعين, أصحاب البيعة الثانية.. وكان معاذ بن عمرو وصديقه معاذ بن جبل يدعوان للإسلام بين أهل المدينة في حماسة الشباب المؤمن الجريء، وكان من عادة الناس هناك أن بتخذ الأشراف من بيوتهم أصناما رمزية غير تلك الأصنام الكبيرة المنصوبة في محافلها, والتي تؤمّها جموع الناس..
فاتفق معاذ بن عمرو ابن الجموح مع صديقه معاذ بن جبل على أن يجعلا من صنم عمرو بن جموح سخرية ولعبا, فكانا يدلجان عليه ليلا, ثم يحملانه ويطرحانه في حفرة يطرح الناس فيه فضلاتهم..
ويصبح عمرو فلا يجد منافاً في مكانه, ويبحث عنه حتى يجده طريح تلك الحفرة.. فيثور ويقول: ويلكم من عدا على آلهتنا الليلة..!؟
ثم يغسله ويطهره ويطيّبه, فاذا جاء ليل جديد, صنع المعاذان معاذ بن عمرو ومعاذ بن جبل بالصنم مثل ما يفعلان به كل ليلة. حتى إذا سئم عمرو جاء بسيفه ووضعه في عنق مناف وقال له: ان كان فيك خير فدافع عن نفسك..!! فلما أصبح لم يجده مكانه.. بل وجده في الحفرة ذاتها طريحا, بيد أن هذه المرة لم يكن في حفرته وحيدا, بل كان مشدودا مع كلب ميت في حبل وثيق.
واذا هو في غضبه, وأسفه ودهشه, اقترب منه بعض أشراف المدينة الذين كانوا قد سبقوا إلى الإسلام.. وراحوا, وهم يشيرون بأصابعهم إلى الصنم المنكّس المقرون بكلب ميت, يخاطبون في عمرو بن الجموح عقله وقلبه ورشده, محدثينه عن الاله الحق, العلي الأعلى, الذي ليس كمثله شيءوعن محمد الصادق الأمين, الذي جاء الحياة ليعطي لا ليأخذ, ليُـهدي لا ليـُضـِل..وعن الإسلام, الذي جاء يحرر البشر من الأغلال, جميع الأغلال, وجاء يحيى فيهم روح الله وينشر في قلوبهم نوره.
وفي لحظات وجد عمرو نفسه ومصيره..فذهـب، فطهر ثوبه, وبدنه.. ثم تطيّب وتأنق, وتألق, وذهب عالي الجبهة مشرق النفس, ليبايع خاتم المرسلين, وليأخذ مكانه مع المؤمنين.. فأسلم رضي الله عنه.
[عدل]حياته:
كان عمرو يشكو عرجا في ساقه, فلما كان يوم بدر أراد الخروج فمنعه بنوه بأمر من النبي لشدة عرجه فلما كان يوم أحد قال لبنيه منعتموني الخروج إلى بدر فلا تمنعوني الخروج إلى أحد فأخذ سلاحه وقال اللهم ارزقني الشهادة ولا تردني إلى أهلي خائبا، وقتل شهيدا ثم جائت امرأته هند بنت عمرو فحملته وحملت أخاها عبد الله بن عمرو بن حرام ودفنتهما في قبر واحد بأمر رسول الله إذ قال: (ادفنوهما في قبر واحد فإنهما كانا متصافيين متصادقين في الدنيا).
فقال
والذي نفسي بيده لقد رأيته يطأ في الجنة بعرجته) وتحققت أمنيت عمرو واستجاب الله لدعائه تعالى.