منتدى تحالف الصـــــــــــــــــــــــــــ16ــــــــــقور
أيها الزائر الكريم يرجى التسجيل في المنتدى
لكي تتمكن من المشاركة.

إن كنت من محبي التاريخ فإن المنتدى يرحب بك ويعتز بإنضمامك إليه.
منتدى تحالف الصـــــــــــــــــــــــــــ16ــــــــــقور
أيها الزائر الكريم يرجى التسجيل في المنتدى
لكي تتمكن من المشاركة.

إن كنت من محبي التاريخ فإن المنتدى يرحب بك ويعتز بإنضمامك إليه.
منتدى تحالف الصـــــــــــــــــــــــــــ16ــــــــــقور
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى تحالف الصـــــــــــــــــــــــــــ16ــــــــــقور

معا نحو المقـــــــــــــــــدمة
 
الرئيسيةhttp://mtarekh1أحدث الصورالتسجيلدخول
تصدر مجلة التاريخ كل يوم جمعة بإذن الله عز وجل
سيتم بإذن الله إنشاء مسابقة سؤال الأسبوع وسوف توزع جوائز على أصحاب الإجابات الصحيحة
mtarekh_yoo7_com@yahoo.comنرجو من الاعضاء التواصل مع الغدارة مع أي مشكلة أوإقتراح أو إنشا قسم على
لقد تم قفل قسم التقارير لمدة محددة

 

 بحث منقول من الطالب مصطفى علاء

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
احمدعبدالعليم
عضو حديد
عضو حديد



بحث منقول من الطالب مصطفى علاء Jb12915568671
عدد المساهمات : 1
دينار عباسي : 26165
الدينار المملوكي : 1
تاريخ التسجيل : 14/02/2011

بحث منقول من الطالب مصطفى علاء Empty
مُساهمةموضوع: بحث منقول من الطالب مصطفى علاء   بحث منقول من الطالب مصطفى علاء I_icon_minitimeالإثنين فبراير 14, 2011 5:55 pm

وزارة التربية والتعليم مدرسة العباس بن عبد المطلب المادة : تاريخ للتعليم اللساسى والثانوى بنين


بحث عن
أخلاق الحضارة الاسلامية







الأستاذ : عدنان الطائى عمل الطالب: مصطفى علاء
المقدمة:
أسست القوات العربية البدوية خلال فترة الغزوات الأولى الممتدة ما بين بدايات القرن السابع والقرن الثامن ميلادي، وبدء العصر الذهبي للآسلام مع بداية الخلافة الأموية وقيام أكبر امبراطورية إسلامية شهدها العالم الدولة الأموية تأثرت الخلافة بالفرائض القرآنية وباللهم الأحاديث النبوية الشريفة مثل "حبر العالم مساوي لدم الشهيد" مشدداً على أهمية المعرفة خلال هذه الفترة أصبح العالم الإسلامي المركز الثقافي والفكري المنفرد في العالم للعلم والفلسفة والطب والتعليم حيث أرسخ الأمويون أسباب المعرفة ونشروا الإسلام في مناطق شتى من الشرق والغرب، وتم تأسيس الكثير دور العلم والمعرفة وجذبوا العلماء، وقد اطلق الأمويون أول عملة إسلامية هي الدينار الأموي وواسسوا اول اسطول بحري وشيدوا واشادوا معالم إسلامية خالدة في دمشق وقرطبة والقدس والمدينة وحلب وغيرها من المدن الإسلامية، وأسس الأمويون المستشفيات والمكتبات ودور العلم والعبادة والقصور، وفي العصر العباسي شيد بيت الحكمة في بغداد؛ وهو مكان سعى إليه كل من العلماء المسلمين وغير المسلمين لترجمة وجمع وخلق المعرفة من كل العالم إلى اللغة العربية.
وترجمت العديد من الكتب إلى اللغة العربية ومن ثم ترجمتها إلى اللغة التركية والفارسية والعبرية واللاتينية خلال تلك الفترة كان العالم الإسلامي قدر من الثقافات التي جمعت وألفت وحسنت وطورت الأعمال المجمعة من الحضارات الصينية والفارسييون والمصريون وشمال أفريقيا والإغريقية والإسبانية والصقلية والبيزنطية. كانت العائلات الحاكمة الإسلامية الأخرى في تلك الفترة مثل الفاطميين في مصر والأمويين في دمشق والأندلس مراكز ثقافية وفكرية لها مزدهرة مثل دمشق وقرطبة والقاهره. ساعدت الحرية الدينية في خلق حضارة ثقافية متقاطعة حيث أن الحضارة الإسلامية جذبت المثقفين المسلمين والمسيحيين واليهود الأمر الذي ساعد في خلق أعظم فترة فلسفية إبداعية في العصور الوسطى وذلك خلال الفترة ما بين القرن الثاني عشر والثالث عشر ميلادي.
أهم الاختراعات في تلك الفترة كانت الورق والذي كان فيما سبق سراً يحافظ عليه الصينيون تم أخذ سر صناعة الورق من أسرى حرب وقعوا أسرى في يد المسلمين بعد معركة تالاس سنة 751 ميلادي، مما أدى إلى تأسيس مصانع الورق في سمرقند. مع حلول سنة 900 ميلادي كان هناك المئات من المحلات التي اشتغلت بالكتب والنسخ وكما بدأ تأسيس المكاتب العامة. وكما تم تأسيس أول المكاتب التي تعير الكتب. ثم انتقلت صناعة الورق إلى فاس ومن ثم الأندلس في العصر الأموي ومن هناك إلى أوروبا وذلك في القرن الثالث عشر ميلادي.
يمكن ربط العديد من هذا التعلم والتطور بالجغرافيا. حتى قبل الإسلام كانت مدينة مكة مركز التجارة في شبه الجزيرة العربية والرسول محمد كان تاجراً. وأصبح تقليد الحج إلى مكة مركزاً لتبادل الأفكار والبضائع. كان الأثر الذي أحدثه التجار العرب على طرق التجارة العربية الإفريقية والتجارة العربية الآسيوية هائلاً. كنتيجة لذلك، نمت الحضارة الإسلامية وتوسعت على أساس اقتصاد تجارها، على عكس زملائهم المسيحيين والهنود والصينيين الذين بنوا مجتمعات زراعية. نقل التجار بضائعهم وإيمانهم إلى الصين والهند (تحوي شبه القارة الهندية حالياً على أكثر من 450 مليون مسلم]]، وجنوب آسيا (يتواجد فيها قرابة 230 مليون مسلم) والممالك المتواجدة في شمال أفريقيا وعادوا أيضاً باختراعات عظيمة. استعمل التجار أموالهم للاستثمار في القماش والزراعة.
بالإضافة إلى التجار، لعب المسلمين دوراً مهماً في نشر الإسلام، من خلال نشر رسائلهم إلى مناطق متنوعة حول العالم. شملت المناطق الأساسية: فارس وبلاد ما بين النهرين وآسيا الوسطى وشمال أفريقيا. كذلك الأمر كان للصوفيين أثراً رئيسياً في نشر الإسلام إلى مناطق مثل شرق أفريقيا والأناضول (التي تشمل تركيا) وجنوب آسيا وشرق آسيا وجنوب شرق آسيا
قام العديد من المفكرين المسلمين في العصور الوسطى بمطاردة وتضمين النزعة الإنسانية والعقلانية في أبحاثهم عن المعرفة والقيم ساعد التسامح الديني في الإسلام بخلق شبكة من متعددة من الثقافات حيث تم جذب المثقفين المسلمين والمسيحيين واليهود مما أتاح وجود أعظم فترة من الإبداع الفلسفي في العصور الوسطى وذلك في الفترة من القرن الثامن وحتى الثالث عشر ميلادي.[6] هناك سبب آخر لازدهار العالم الإسلامي في هذه الفترة وهو تركيز الحضارة الإسلامية على حرية الكلام، ويمكن بيان هذا من خلال النص التالي المأخوذ من رسالة أرسلها الهاشمي (و هو قريب للخليفة المأمون ( إلى أحد خصومه الدينيين وحيث كان الهاشمي يحاول هديه إلى الإسلام من خلال المنطق.
قم بإحضار جميع الحجج التي تريدها وقل كل ما تتمنى أن تقوله وبكل حرية. وبما أنك الآن تملك الأمان والحرية في قول ما تريده، فأرجو نمك تعيين محكم والذي سيتدخل بشكل موضوعي بيني وبينك ليحكم بيننا بحيث يقوم بالحكم بناء على الحقيقة فقط كما يتعين عليه أن لا يحكم العاطفة، كما يجب أن يكون منطقياً، حيث أن الله يجعلنا مسؤولين عن مكافأتنا أو عقوبتنا. لقد قمت هنا بالتعامل معك بأسلوب عادل وكما أعطيتك الأمان حيث أنني جاهز لقبول أي قرار منطقي يعطى لصالحي أو ضد صالحي. وحيث أنه (لا إكراه في الدين) ((البقرة 256)) وكما أنني قمت بدعوتك حتى تقبل إيماننا عن طواعية واتفاق منك ومن خلال تبييني لسوء معتقدك الحالي. والسلام عليكم ورحمة الله((
نعنبر الدراسات العربية الإسلامية بمثابة أحدث الدراسات التي تناولت البيئة وعلم البيئة، وخصوصاً التلوث، من الأمثلة على هذه الدراسات ما كتبه الكندي والرازي وابن الجزار والتميمي وابن النفيس. حيث غطت كتاباتهم عدد من الموضوعات المرتبطة بالتلوث مثل: التلوث الجوي وتلوث المياه وتلوث التربة وسوء التصرف بالمخلفات الصلبة وتقييم التأثير البيئي في مواقع معينة وجد في القرطبة في الأندلس أول صناديق قمامة وأول منشآت لجمع القمامة والتخلص منها.
إن الحضارة هي الشكل الأكثر أصالة وواقعية للمجتمع البشري، فهي نظام اجتماعي يعين الإنسان على الزيادة من إنتاجه الثقافي، وتتكون من عناصر أربعة هي: الموارد الاقتصادية، النظم السياسية، التقاليد الخلقية، العلوم والفنون .
إن المظاهر الحضارية لكل أمة هي نتائج ملائمة لمجموعة الأفكار والعقائد والتقاليد والعوامل النفسية المهيمنة عليها، وذلك لأن لكل حضارة من الحضارات الإنسانية أسس فكرية ونفسية، شكلت الدافع الرئيسي والقوة الموجهة والمحددة لنمط سيرها.
حيث كان ينظر إليه على أنه (مجموعة قوى ذات مطالب يناقض بعضها البعض، ويقوم بينها حرب شعواء لا تنتهي إلا بانتصار بعضها واستسلام البعض الآخر عنوة)، فقد كان الإنسان نفسه، كما ستقول الأديان فيما بعد، يتألف من جسد وروح، أما الجسد فهو الجانب المادي فيه، وأما الروح فهي الجانب المقدس، ومن هنا كانت المشكلة في أن يجعل الروح هي المسيطرة، وهي القائد، وأن يجعل العقل هو القاهر لكل نوازع الجسد.
أما إذا تساءلنا ما المقصود بسيادة العقل على النوازع الإنسانية؟ فالمقصود هو أن الأفراد والجماهير على السواء، يجعلون إرادتهم موجهة للخير المادي والروحي للكل وللأفراد الذين يتألف منهم الكل، أعني أن تكون أفعالهم أخلاقية، فالتقدم الأخلاقي إذن هو جوهر الحضارة حقاً، وليس له غير معنى واحد، أما التقدم المادي فهو أقل جوهرية، ويمكن أن يكون له أثر طيب أو سيء في تطور الحضارة، وهذا التصور الأخلاقي للحضارة سيبدو غريباً عند بعض الناس بوصفه عقلياً وعفى عليه الزمان، فالذي يتفق أكثر مع روح هذا العصر هو النظر إلى الحضارة على أنها مظهر طبيعي للحياة خلال التطور الإنساني، له تعقيداته المفيدة كل الإفادة.
تستهدف الأخلاق، بوجه عام، دراسة اتجاه الفاعلية البشرية للكشف عن المبادئ والقيم، التي تحدد السلوك وتدبره، فهي تتناول – مبدئياً – مسألة تنظيم الحياة تنظيماً عملياً، وتسعى إلى تبيان مغزى التجربة الإنسانية بالإضافة إلى كل فرد من الأفراد، فتعتبر الوجود الفردي - كل وجود - وجهة نظر معينة تمس الواقع في الواقع، وتبدو في حالة تأليف يشمل ظروفاً يطبعها الشخص الأخلاقي بطابعه، فتغدو الأخلاق، أخلاق المرء، تعبيراً عن ذاته من خلال جريان الحوادث، وتتعين رسالة الأخلاق في فهم الأشكال المختلفة التي تحقق هذا التعبير.
بيد أن الأخلاق تجنح إلى الحكم على أشكال السلوك الكثيرة المتفاوتة، فتحبذ موقفاً من المواقف وتستحسنه، وتذم موقفاً آخر وتستقبحه، تأمر وتنهى، تبيح وتمنع، فتحدد بوجه الإجمال أنماط السلوك تحديداً منهجياً واعياً.
أما لو تساءلنا كيف حدث أن فقدنا فكرة أن الأخلاق لها أهمية وقيمة حاسمة بوصفها جزءاً من الحضارة؟ يكون الجواب أن كل محاولات التحضر كانت حتى الآن عمليات تعمل فيها قوى التقدم في كل مرفق من مرافق الحياة؛ فتوالي الإنجازات الكبرى في الفن والمعمار والإدارة والاقتصاد والصناعة والتجارة كانت تدفعها قوة دافعة روحية أنتجت تصوراً أعلى للكون. وكل جزء أصاب مد الحضارة ظهر في النواحي المادية، كما ظهر في النواحي الأخلاقية والروحية، وفي الأولى أبكر منه في الثانية.
القاعدة الخلقية الأولى هي أن يعيش الإنسان وفقاً للطبيعة، وبما أن الطبيعة والعقل شيء واحد، فغاية الأخلاق أن يجعل الإنسان العقل مسيطراً على سلوكه، والشهوات تنافي العقل، فالحياة الخلقّية تفرض محاربة الشهوات واستئصالها.
والسعادة القصوى تكون في(الطمأنينة)، و(السلام الداخلي)، و(عدم الاضطراب النفسي)، و(الصفاء التام).
وللاضطراب سببان: أن نحرم ما نشتهيه، وأن يحدث ما نخشاه، وبإمكاننا أن نزيل هذين السببين لنعيش سعداء.
و الأخلاق هى مجموعة الأفعال والأقوال الحميدة التي وردت في الشريعة الإسلامية، من أجل بناء مجتمع إسلامي فاضل..
الإسلام دين الأخلاق الحميدة، دعا إليها، وحرص على تربية نفوس المسلمين عليها. وقد مدح الله -تعالى- نبيه، فقال: (وإنك لعلى خلق عظيم).
} القلم: 4.{
وجعل الله -سبحانه- الأخلاق الفاضلة سببًا للوصول إلى درجات الجنة العالية، يقول الله –تعالى:-{وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين . الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين} )آل عمران: 133-134. (
وأمرنا الله بمحاسن الأخلاق، فقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا بالذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34]. وحثنا النبي صلى الله عليه وسلم على التحلي بمكارم الأخلاق، فقال: (اتق الله حيثما كنتَ، وأتبع السيئةَ الحسنةَ تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بخُلُق حَسَن)} الترمذي. {
فعلى المسلم أن يتجمل بحسن الأخلاق، وأن يكون قدوته في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان أحسن الناس خلقًا، وكان خلقه القرآن، وبحسن الخلق يبلغ المسلم أعلى الدرجات، وأرفع المنازل، ويكتسب محبة الله ورسوله والمؤمنين، ويفوز برضا الله -سبحانه- وبدخول الجنة.
وهذا الكتاب يتناول جملة من الأخلاق الرفيعة التي يجب على كل مسلم أن يتحلى بها، وأن يجعلها اخلاقه اللازمة له على الدوام .
أنزل الله عز وجل كتابه الكريم ليكون هدى ونوراً يضيء الطريق لأتباعه، ويهديهم إلى أحسن السبل وأكملها، يهذب أخلاقهم ويسوي اعوجاجهم ويصلح فاسدهم. فلا عجب من مجيء النصوص الكثيرة في القرآن العظيم تتناول جانب الأخلاق الحسنة وتمدح أصحابها والعاملين بها. ولقد جات نصوص كثيرة في القرآن تصف الأخلاق التي ينبغي أن يتصف بها عباد الله حتى ينالوا رضى الله وثوابه: ‏
-1وصايا لقمان:‏‏ يخبرنا الله عز وجل عن عبده لقمان الحكيم الذي أوصى ابنه بمجموعة من الوصايا، هي خلاصة تجربته ومعرفته بالحياة. ‏
‎‎ فمن ذلك قوله: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم) {سورة لقمان: 13.(
‎‎ فبدأ وصيته بذكر أعظم شيء ينبغي أن يتمسك به وهو توحيد الله عز وجل وعدم الإشراك به، فهذا هو رأس الأمر، وكن الإسلام الأساسي. ‎‎ ثم يبين له عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- وعلمه المحيط، وقدرته النافدة فيقول: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير ٌ[لقمان: 16]. ‏
‎‎ ثم ينتقل إلى مناصحة ابنه للالتزام بما أمر الله -عز وجل - من إقام الصلاة، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وصبر على تحمل الأذى في سبيل دينه، فيقول: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إَِ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور } [لقمان: 17]. ‏
‎‎ أي من الأمور الواجبة عليك ولست مخيّراً فيها.
‎‎ قال ابن عباس: من حقيقة الإيمان الصبر على المكاره .
‎‎ ثم نهاه عن بعض الصفات الذميمة التي لا تجتمع مع الإيمان، كالاختيال والتبختر، والإعراض عن الناس كبراً وأنفة، فقال: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } )لقمان: 18(
‎‎ وأخيراً يحثه على التواضع، والتوسط في المشي من غير تكبر ولا تجبر، وأن يخفض صوته، فإن رفع الصوت منكر وغير محمود، فقال: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير ِ} )لقمان:19(
-2 صفات عباد الرحمن:‏‏ جمع الله عز وجل صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان من آية 63-76، حتى يتصف بها عباده، فينالوا بذلك رضاه عنهم وثناءه عليهم. ‏
‎‎ فمن صفاتهم: أنهم يقتصدون في المشي، فيمشون بسكينة ووقار من غير تجبر ولا تكبر. {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا } )الفرقان: 63.(
‎‎ وأنهم لا يجهلون مع أهل الجهل من السفهاء، ولا يخالطونهم في مجالسهم. {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا } )الفرقان: 63.(
‎‎ وأنهم يتعبدون لله عز وجل ليل نهار ابتغاء مرضاة الله. {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } )الفرقان: 64.(
‎‎ وأنهم مع عبادتهم لله عز وجل فإنهم يخشون العذاب، فلذلك تجدهم يدعون الله سبحانه أن يصرف عنهم العذاب. {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَاماً } [الفرقان: -66]. ‏
‎‎ وأنهم وسط بين المسرفين المبذرين وبين البخلاء المقترين، فهم ينفقون لكن باعتدال {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } [الفرقان: 68]. وأنهم لا يتوجهون بالعبادة إلا إلى الله، ولا يضرب بعضهم رقاب ب إلا بالحق، ولا ينتهكون أعراض الناس وحرماتهم، لأن اقتراف هذه الآثام كبيرة يؤدي إلى الخلود المهين في عذاب جهنم {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا ) [الفرقان: 69-71.(
‎‎ وأنهم لا يساعدون أهل الباطل فيشهدون لهم زوراً وكذباً، {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّور } )الفرقان: 72.(
‎‎ وأنهم يحافظون على أوقاتهم ولا يفنونها في اللهو واللغو. {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } [الفرقان: 72].
‎‎ وأنهم إذا وُعظوا وذُكّروا بالله وآياته خشعوا واستجابوا. {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } )الفرقان: 73 .(
‎‎ وأنهم يسألون الله عز وجل من فضله أن يرزقهم الزوجات الصالحات والذرية الطيبة وأن يكونوا أئمة في الهدى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } (الفرقان: 74).
‎‎ فإذا اتصفوا بهذه الصفات الحسنة وتحلوا بها، فإن جزاءهم الموعود هو الجنة {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } )الفرقان: 75-76(
‎الأخلاق في السنة المطهرة:‏
أخلاق حثَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم:‏ عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقاً ) متفق عليه. ‏
‎‎ وقد مدحه الله عز وجل بذلك فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [سورة القلم: 4]. وقد حدثت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام فقالت: (كان خلقه القرآن ) رواه مسلم.
‎‎ وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى التخلق بالأخلاق الحسنة وحذرهم من الأخلاق السيئة، ووعد أصحاب الأخلاق الكريمة بالأجر الكبير والثواب الجزيل.
‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيَّ ) رواه الترمذي. وقال: حسن صحيح.
‎‎ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
‎‎ ومن هذه الأخلاق الحسنة.
الحياء ‎العفة‎
الكرم ‎‎ ‎‎الحلم
التواضع الرفق
‎أثر حسن الخلق في نشر الإسلام:
‏ إن حسن الخُلُق يرفع منزلة صاحبه في الدنيا، ويرجح كفة ميزانه في الآخرة، إذ هو أثقل شيء في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخُلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيّ ) رواه الترذي، وقال حسن صحيح. ‏
‎‎ ومن ثمَّ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهميته للصحابة الكرام، ويحضهم على التجمل به، ويحببه إلى نفوسهم بأساليب شتى من قوله وفعله، إدراكاً منه لأثره الكبير في تهذيب الطباع، وتزكية النفوس، وتجميل الأخلاق.
‎‎ وقد كان للرفق والسماحة والكلمة الطيبة والإحسان إلى الناس والرحمة بهم وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، الأثر القوي في انتشار الإسلام في ربوع المعمورة، فقد روى لنا التاريخ أن كثيراً من الشعوب في جنوب آسيا، كشعوب الفلبين وماليزيا وأندونيسيا وغيرهم، إنما دخلوفي الإسلام نتيجة احتكاكهم بالمسلمين، وتعرفهم على أخلاقهم الفاضلة التي كانوا يتعاملون بها معهم، مما جعلهم يتأثرون بأخلاقهم، ويتأسون بهم، الأمر الذي أدى إلى دخوله في دين الإسلام جملة من غير إكراه ولا قتال. ‏
‎‎ ولا شك أن الفطر السليمة تهتدي إلى الخير، وتنجذب إلى ما يدعو إلى الفضائل والمكارم.‏
أما الحضارة الإسلامية فهي الحضارة التي تشتمل أسسها الفكرية والنفسية على حاجات الحياة كلها من مختلف جوانبها الفكرية والروحية والنفسية والجسدية والمادية الفردية والاجتماعية، وفي جميع المجالات العلمية والعملية.
لذلك فقد كانت تمنح الأمم التي تلتزم بها وتسير على نهجها سيراً قوياً، الصورة المثلى للحضارة الإنسانية الراقية.
وقد استطاعت أسس هذه الحضارة ووسائلها ومناهجها أن تدفع الأمة الإسلامية في حقبة من الدهر للارتقاء في سلم الحضارة المجيدة المثلى، على مقدار التزامها بأسسها ووسائلها ومنهجها السديد، وكانت نسبة الارتقاء الذي أحرزته هذه الأمة نسبة مدهشة إذا ما قيست بالزمن والطاقات التي تيسرت لها حينذاك، واستمرت في ارتقائها المدهش حتى أدركها الوهن والانحراف عن هذه الأسس ووسائلها الفعالة ومنهجها السديد..
لقد ساد تصور غير أخلاقي للحضارة، يطرح فكرة أن كل أعراض الانحلال هي أعراض شيخوخة، والحضارة، شأنها شأن أية عملية نمو، لا بد أن تبلغ نهايتها بعد مرور فترة معينة من الزمن، ولهذا فليس لدينا ما نعمله غير أن نسلم بأن أسباب هذا الانحلال هي أسباب طبيعية تماماً، وعلينا أن نفعل ما في وسعنا للإفادة من ظاهرة شيخوختها هذه الأليمة، التي تشهد بأن الحضارة تفقد تدريجياً طابعها الأخلاقي.
فإذا تساءلنا ماذا كانت نتيجة هذا التخلي عن التصور الأخلاقي للحضارة، وماذا كان مصير كل المحاولات التي بذلت من أجل الربط بين الواقع وبين المثل الأخلاقية الناجمة عن التأمل؟ كانت النتيجة أنه بدلاً من استخدام الفكر لإنشاء المثل التي تناسب الواقع، تركنا الواقع بغير مثل على الإطلاق، وبدلاً من أن نناقش معاً العناصر الأساسية، مثل السكان، والدولة، والمجتمع، والتقدم – وهي التي تحدد طابع تطورنا الاجتماعي وتطور الإنسانية عامة – قنعنا بالابتداء مما تعطيه التجربة، ولم يعد يدخل في الاعتبار غير القوى والميول التي تعمل، والحقائق الأساسية والمعتقدات التي كان يجب أن تحدث إلزاماً منطقياً أو أخلاقياً لم نعد نعترف بها، ورفضنا أن نعتقد بأن الأفكار يمكن أن تطبق على الواقع إلا إذا كانت مستمدة من التجربة، وهكذا فإن المثل التي أنزلت قصداً وبعلم إلى مستوى أدنى أصبحت تسود حياتنا الروحية والعالم كله.
وبالتخلي عن المثل الأخلاقية التي تصاحب حماستنا للواقع لا تتحسن قدرتنا العملية، ولكن بما أن العنصر الأخلاقي هو العنصر الجوهري في الحضارة، فإن الانحلال يستحيل إلى نهضة بمجرد أن يعود النشاط الأخلاقي إلى العمل من جديد في معتقداتنا وفي الأفكار التي نحاول أن نطبع بها الواقع، والقيام بهذه المحاولة أمر جدير بالسعي إليه، ويجب أن يمتد ليشمل العالم كله.
صحيح أن الصعوبات التي تواجه هذه المحاولة صعوبات شاقة لا يقوم بمواجهتها إلا الإيمان الوثيق بقوة الروح الأخلاقية، إلا أنه علينا أن لا نتوانى أبداً في مواجهة هذه الصعوبات، والتمسك حتى النهاية بالضوابط الأخلاقية؛ لأن ارتقاء قمم الحضارة المثلى رهنٌ - أبد الدهر - بالتزام الأسس السديدة ووسائلها ومنهجها.
أما في القرون الوسطى، فقد كان معظم المفكرين والفلاسفة الأوروبيين يبحثون الأمور الفلسفية من خلال العقيدة والدين المسيحي، لذلك حددوا علاقة الإنسان بذاته وبما يحيط به، من خلال علاقته بالله، (وقد سعوا إلى كبت الطبيعة البشرية، وفصل الإنسان عن ذاته الإنسانية، وترسيخ اغترابه عنها، وتشتيت قواه، ولجم تطلعاته، وتكريس تبعيته)، وكل هذا لأنهم اعتبروا هذه الطبيعة من الفساد والتشتت بحيث أنها بحاجة إلى تقويم وضبط.
لقد دخلت دول أوربا العصور الوسطى جنباً إلى جنب كوريثة للعالم اليوناني والروماني، وعاشت جنباً إلى جنب في اتصال حر كأوسع ما تكون الحرية خلال عصر النهضة وعصر التنوير وعصر الفلسفة الأحدث، وفي حركة التحضر التي بدأت مع عصر النهضة كانت هناك قوى مادية وروحية وأخلاقية تعمل للتقدم جنباً إلى جنب، وكأنما ينافس بعضها بعضاً، واستمرت الحال على هذا النحو حتى بداية القرن التاسع عشر، هنالك حدث ما لم يكن له من قبل نظير؛ إذ تبددت الطاقة الأخلاقية في الإنسان، بينما تزايدت الفتوحات التي قامت بها الروح في الميدان المادي.
وهكذا نعمت حضارتنا بالمزايا العظيمة لتقدمها المادي طوال عدة عقود، بينما لم نكد نحس بنتائج انقراض الحركة الأخلاقية.
لكننا لم نعد نؤمن أنها – أي دول أوروبا القرون الوسطى – تكوّن هي ونتاجاتها في القارات الأخرى، وحدة حضارية لا تقبل الانقسام، وإذا كانت الفروق في حياتها الروحية قد بدأت في العصر الأحدث تبرز بروزاً واضحاً، فالعلة في ذلك أن مستوى الحضارة قد هبط، فحين يكون ثمة جزر، تتضح الفجوات الفاصلة بين الأمواه العميقة، وحين المد تختفي عن النظر.
ويدل على الارتباط الروحي الوثيق بين الأمم التي تؤلف بناء الإنسانية المتحضرة أنها كلها عانت نفس الاضمحلال جنباً إلى جنب.
أما حضارة القرون الحديثة التي بدأت منذ أواخر القرن الثامن عشر للميلاد، واستمرت في نموها المادي تمتد وتنتشر من مهدها في أوروبا إلى كثير من بلاد العالم، فأسسها قائمة على تمجيد العلوم المادية، والاستفادة من جميع الطاقات الكونية الكامنة والظاهرة، لخدمة الجسد ومنحه وافر الرفاهية والمتعة واللذة، واختصار الزمن له وتقريب المسافات، وتخفيف الجهد عنه ودفع الآلام الجسدية، وقائمة أيضاً على الرغبة ببسط السلطان على الشعوب واستغلال خيراتها وإعداد القوة الكفيلة بتحقيق ذلك بدءاً واستمراراً.
ولذلك نلاحظ أن مظاهر هذه الحضارة الحديثة ذات صلة وثيقة بهذه الأسس، إذ أثمرت لإنسان هذه القرون الحديثة ولمن يأتي من بعده، مجموعة كبيرة جداً من العلوم المادية المتطورة المتقدمة، ومجموعة ضخمة من المبتكرات والمخترعات، التي أفادت الإنسان في مختلف نواحي مطالبه المادية السلمية والحربية، ومجموعة ضخمة من النظم والتشريعات الوضعية، التي ساهمت في تنظيم علاقات الناس أفراداً وجماعات وأمماً وشعوباً ودولاً، كما أثمرت له ذخائر كبيرة جداً من القوى الحربية الدفاعية والهجومية.
ولا بد أن يلاحظ الباحثون المنصفون في هذه الحضارة الحديثة، أن أسسها الفكرية غير شاملة لحاجات الحياة كلها، وذلك لإهمالها جوانب مهمة من حياة الإنسان الروحية والخلقية والسلوكية، ولاستهانتها بالجوانب الفكرية العليا، المتصلة بمنشأ الإنسان والغاية من وجوده، فبعض الفلاسفة والمفكرين كالفيلسوف (كنت) أقام فهمه للإنسان على أساس عقلي خالص، واعتبر الإنسان غاية في ذاته بغض النظر عن جنسه أو دينه أو مركزه الاجتماعي، ولذلك وضع مجموعة من المبادئ التي لا تفرض على الإنسان بما هو إنسان، ما الذي يجب أن يفعله، بقدر ما تحلل سلوكه الأخلاقي على نحو ما ينبغي أن يكون، كما وضع أهم قاعدة أخلاقية عرفتها البشرية منذ ظهور الديانات، وهي (افعل الفعل بحيث تعامل الإنسانية في شخصك وفي شخص كل إنسان سواك بوصفها دائماً وفي نفس الوقت غاية في ذاتها، ولا تعاملها كما لو كانت مجرد وسيلة).
أهمية الأخلاق والقيم في الحضارة الإسلامية:
تُمَثِّل الأخلاق والقيم الجانب المعنوي أو الرُّوحي في الحضارة الإسلامية، وأيضًا الجوهر والأساس الذي تقوم عليه أي حضارة، وفي ذات الوقت تضمن سرَّ بقائها وصمودها عبر التاريخ والأجيال، وهو الجانب الذي إذا اختفى يومًا فإنه يُؤْذِنُ بزوال الدفء المعنوي للإنسان، الذي هو رُوح الحياة والوجود؛ فيصير وقد غادرت الرحمة قلبه، وضعف وجدانه وضميره عن أداء دوره، ولم يَعُدْ يعرف حقيقة وجوده فضلاً عن حقيقة نفسه، وقد بات مُكَبَّلاً بقيود مادية لا يعرف منها فِكَاكًا ولا خلاصًا.
لقد جاء الإسلام بكل خلق حسن، وحث المسلمين على التحلي بالأخلاق الحميدة؛ فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه."( ) وقوله: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده."( )
ونقل عن أكثم بن صيفي بن رباح التميمي -أحد حكماء العرب- في دعوته لقومه إلى الإسلام: "إن الذي يدعو إليه محمد لو لم يكن دينا لكان في أخلاق الناس حسنا."
وقد جعل الله الأخلاق مقياسا للخيرية، جاء في الحديث الشريف: "إن خياركم أحاسنكـم أخلاقـا." وجعل الأخلاق من كمال الإيمان قال عليه الصـلاة والسـلام: "أكـمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا." وقوله صلى الله عليه وسـلم: "وإن صاحب حسن الخلُق ليبلغ به درجة صاحب الصوم والصلاة." ومن أسباب دخول الجنة حسن الخُلق. "سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر من يُدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق. وبحسن الخلق ينال الإنسـان المسلم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، والقرب منه مجلسا يوم القيامة. ففي الحديث: "إن من أحبكم إلي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقـا."
وعندما سئلت عائشـة -رضي الله عنها- عن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان خلقه القرآن،" أي كان متمسكا بآدابه وأوامـره ونواهـيه، وما يشتمل عليه من المكارم والمحاسن والألطاف.
والخلق في الحياة يجعل سلوك الإنسان متـصفاً بالثـبات والتماسك والتوافق والاضطراد ، والخلق مظهر من مظاهر الالتزام بشرع الله عز وجـل لأنه يعني احترام الناس، والوفاء بالعهد، والصدق في التعامل، واحترام المواثيق، وإتقـان العمل، والأمانة، وغير ذلك من الصفات الحميدة التي يجب أن يتخلق بـها الإنسان المسلم.







الخاتمة:
إن المسؤولية الأخـلاقية في الإسلام مسؤولية ثابـتة لا تتـغير، بعكس المسؤولية القانونية التي تتغير حسب القوانين المعمول بها في مجتمع ما.
علاوة على ذلك، نجد أن المسؤولية الأخلاقية في الإسلام تمارسـها قوة الضمير والنفس والوجدان، بعكس المسؤولية القانونية التي تنـفذها سلـطة خارجية، من قضاء ورجال دولة؛ لأن الضمير هو الذي يسيطر على خافية الأنفس وما تخفي الصدور في الإنسان. والله سبحانه وتعالى الذي خلقنا يعلم ما في نفوسنا.
وهذا يعني أن الله رقيب على الرقيب من نفس الإنسان، ولا خير في الضمير إذا لم يكن حيا، فإذا تبلد الضمير تبلد معه الشعور، ووهنت الفضيلة والنخوة لديه، فالإنسان بلا ضمير هو إنسان ميت الحس. وبالتالي يصبح مجردا من الأخلاق الفاضلة، وهذا ينعكس علـى حياته اليومية، وعـلى عمله الـذي يمارسه، وتعامله مع الآخرين. فضمير الإنسان هو المـوجه لسلوكه وأخلاقيـاته، والرقيب على أعماله ، والله يعلم السر والجهر، ويعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور. والضمير الحي خير عاصم للإنسان من الزلل وقوة كبيرة لحفزه على أداء عمله على خير وجه. وعندما يعرف الإنسان أن هناك ربًّا يحاسبه على أعماله، وأنه رقيب عليه حيث كان، فإنه يفكر في كل عمل قبل أن يقدم عليه.






المراجع:
1- أنور الجندي: مقدمات العلوم والمناهج 4/770.
2- ألكسيس كارليل: الإنسان ذلك المجهول ص153
3-الهيآة المصدر: ISESCO .. الكاتب: الدكتور عبد العزيز بن عثمان التويجري
4- الكتاب..مفاهيم القيم في الحضارة الاسلامية((للكاتب د.سيف الدينعبدالفتاح))
5- القيمة الأخلاقية: د.عادل العوا، ص16.
6- الهندسة الوراثية والأخلاق: تأليف: ناهدة البقصمي، عالم المعرفة، ص56 – 99.
7- بحوث في نظام الإسلام: مصطفى البغا، ص459.




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بحث منقول من الطالب مصطفى علاء
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» علاء الدين كجك
» علاء الدين علي
» علاء الدين مسعود
» مصطفى الرابع
» مصطفى الاول

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى تحالف الصـــــــــــــــــــــــــــ16ــــــــــقور  :: التاريخ :: نشاطات :: الصف التاسع-
انتقل الى: